إن إعداد البيئة التعليميّة هو العنصر الأساسي والأهم في  ورشات التعلُّم الناشط، لأن مهمة هذه البيئة أن تنقلك من جو الكآبة والحزن إلى جو المرح والمتعة في التعلُّم، فإذا كانت لا تؤدي هذا الغرض توجّب علينا إعادة تنظيم هذه البيئة والنظر فيها وتدارك ما هي في حاجةٍ إليه. وهذه أمور يجب أن نراعيها عند إعداد أي بيئة تعليميَّة:

تخطيط مساحات التعلُّم الناشط:

يمكننا أن نعد أماكن الجلوس على هيئة دائرة أو  صندوق مفتوح حتى يتمكَّن الجميع من أن يرى بعضهم بعضاً وقت الحديث وأن يروا الأوراق المعلقة ولوح الكتابة والشاشة المُخصَّصة لعرض الشفافيات أو الأفلام ،هناك من المشاركين والمشاركات من يحب أن يستعين بالطاولة للكتابة وهناك من يكتفي بإسناد بضع دفتر ملاحظاته على رجليه، وهناك من يرتاح إلى الجلوس في المقعد وهناك من يُفضِّل الاسترخاء على وسادة ملقاة على الأرض.

مهما كان الحال،علينا أن نتأكَّد من كون الأثاث مريحاً وسهولة تحريكه. وتوفر الطاولات في المكان؟ ولذلك توفر الوسائل السمعيَّة والبصريَّة، مثل التلفزيون والفيديو وجهاز عرض الشفافيات والشاشات ....الخ؟ قد تفتقد بعض الأماكن عدداً من الموارد الأساسيَّة اللازمة للورشة أو قد تخلو منها تماماً. وهنا علينا كميسّرين وميسّرات أن نبتكر ما يلزمنا معتمدين على الموارد المحليَّة المتوافرة.

إفراد مساحات للعمل الجماعي:

وهي مساحات تتيح لمجموعة صغيرة من الأشخاص أن يعملوا براحة. وفي إمكاننا أن نستخدم غرفة الاجتماعات الكبيرة فيتوزع الأشخاص في أنحائها أو يمكننا أن نستخدم غرفاً أخرى إذا توافرت الشّرفات والممرات، وأفياء (ظل) الأشجار في الحديقة هي أيضاً أماكن جيدة لعمل المجموعات الصغيرة.

من المهم أن نلتفت إلى بعض الأمور، مثل: توافُر مساحة كافية من أجل تيسير عمل المجموعة المشتركة والمجموعات الصغيرة؟ وهل مشاركة المجموعة المجموعة الأُخرى في المساحة فتلتقيان للدراسة أو للقيام بنشاطات مختلفة؟

إفراد مساحات للأنشطة الإبداعيَّة:

هل تتوافر المساحات الكافية للقيام بأنشطة فنيَّة مثل الدهان وصنع الدمى والقصّ والتلصيق والتمثيل وأداء الأدوار؟ وهل يمكن أن نلصق الصور والأوراق الكبيرة على جدران الغرفة؟ وهل هناك مكان مناسب لتخزين المواد بين الجلسة والأخرى؟

تخصيص زاوية لعرض المواد:

يمكننا أن نعرض مواد للقراءة أو موارد أخرى مختلفة مثل الألعاب وأشرطة الفيديو والأشرطة المسجلة والملصقات كذلك المواد الفنيَّة والخردة التي يستخدمها المشاركون والمشاركات في عروضهم. قد يكون من الجيد أو الممتع أن يتولى بعض المشاركين الاهتمام بهذه الزاوية والمحافظة عليها نظيفة وجذابة.

إضفاء الرونق على الأماكن الكئيبة:

من المهم أن يكون مكان النشاط باعثاً على الراحة والحيويَّة ولا شك في أن الإضاءة الجيدة والألوان الجذابة والمواد اللينة (مثل الوسائد والسجاجيد) تضفي على المكان رونقاً وحميمية . إذ يُمكننا أن نزين المكان بالأزهار وبصور الأطفال وبالأعمال الفنيَّة للأطفال وبالملصقات وطبعاً بأعمال المشاركين والمشاركات في أثناء عمل الورشة....إلخ.

تسهيل وصول المشاركين والمشاركات:

من الضروري الاهتمام بتوفير الوسائل التي تسهل على مجموعة المُعاقات والمُعاقين الوصول إلى مكان النشاط والتنقل داخله وتوفير الأجهزة المساعدة لأفرادها البصريَّة والسمعيَّة.

توفير الرعاية للأطفال، أو تخصيص ملعب لهم:

قد يلزمنا ذلك من أجل أن نضمن مشاركة أهل الأطفال الصغار. وهذا يتطلَّب وجود مكان آمن وصحي وأشخاص يتولون رعاية الأطفال وتجهيزات ومواد اللعب. هل يتسع مكان الورشة لملعب للأطفال؟ وهل تتوافر المساحة والتجهيزات المناسبة لنوم الأطفال، وتبديل ملابسهم ولحفظ أغراضهم؟ وهل يتوافر للأم مكان مناسب ومريح لإرضاع أطفالها؟

تقديم الضيافة:

إن التشارك في الطعام والشراب يزيد في فُرص التفاعل التلقائي والمريح بين المشاركين. أيُمكن إعداد مواد الضّيافة في مكان النشاط نفسه أم يلزم إحضارها من الخارج؟ تجدر الإشارة إلى أنّه في العديد من مناطق المدن والريف ومخيمات اللاجئين تقوم النساء المحليات بإعداد الطعام أو يتم إعداده في إطار مشروعٍ ربحيٍّ صغير تديره إحدى الجمعيات أو مجموعة من الأشخاص.

مراعاة الأعراف الدينيَّة والثقافيَّة لدى كلٍّ من المشاركين والمشاركات:

من المهم أن نكون حساسين لحاجة بعض المشاركين والمشاركات إلى الاختلاء في مكان هادئ من أجل الصلاة. ونودّ أن نلفت النظر إلى بعض المجتمعات التي لاتنظر بعين الرضا على الاتصال القريب بين الرجال والنساء وعليه فمن المهم أن نأخذ هذا في الحُسبان اختيار مكان الورشة وفي تنظيم الجلسات.

 

المصدر:الكبار والصغار يتعلَّمون-ورشة الموارد العربية.