يبدو بعض الطلاب مُتحمِّساً بصورة طبيعيَّة للتعلُّم، ولكن العديد منهم يحتاجون أو يتوقعون من مُعلِّميهم أن ينفخوا فيهم الروح، ويتحدوهم ويثيروهم: "التعلُّم الفعَّال في الصَّف يعتمد على مقدرة المُعلِّم على أن يحافظ على التشويق الذي يجلب الطالب إلى الحلقة الدراسيَّة في المكان الأول (إريكسين، 1978، ص3).مهما يكن مستوى الدافعيَّة التي يأتي بها طلابك إلى غرفة الصّف فإنها سوف تتحوَّل إلى الأحسن أو الأسوأ عن طريق ما يحدث في غرفة الصَّف.ولسوء الحظ، لا توجد وصفة سحريَّة فريدة لإثارة دافعيَّة الطلاب. هناك عدد من العوامل التي تؤثر في إثارة دافعيَّة الطلاب إلى العمل والتعلم (بلاي 1971، ساس 1989): كالاهتمام بمحتوى الموضوع، وإدراك فائدته، والرغبة العامة في الإنجاز، والثقة بالنفس وتقدير الذات، بالإضافة إلى الصبر والمثابرة. وبالطبع، فإنه ليس كل الطلاب تثار دافعيتهم بالمقادير نفسها والحاجات والرغبات نفسها. بعض طلابك تتم إثارة دافعيتهم عن طريق الاستحسان من قِبَلِ الآخرين، وبعضهم الآخر تتم دافعيتهم عن طريق التغلُّب على التحديات.

بدأ الباحثون بتحديد تلك المظاهر الخاصة بوضع التعليم، والتي تُعزِّز الدافعيَّة الذاتيَّة للطلاب (لومان 1984، لوكاس 1990، وينروت و كلو 1987، بلاي 1971). وحتى نشجع الطلاب على أن يصبحوا مُتعلِّمين استقلاليين لديهم دافعيَّة ذاتيَّة، يمكن أن يقوم المُعلِّمون بما يأتي:

  • أن يعطوا تغذية راجعة مألوفة ومُبكِّرة وإيجابيَّة تساعد الطلاب على الاعتقاد بأنهم يستطيعون العمل بصورة جيدة.
  • أن يضمنوا وجود فرص لنجاح الطلاب عن طريق تخصيص مهمات ليست بالسهلة جداً أو الصعبة جداً.
  • أن يساعدوا الطلاب على إيجاد معنى، وقيمة شخصيَّة في المادة.
  • أن يؤسِّسوا مناخاً مفتوحاً وإيجابياً.
  • أن يساعدوا الطلاب على الشعور بأنهم أعضاء ذوو قيمة في المجتمع التعلُّمي.

أوضح الباحثون أيضاً أن الممارسات التعليميَّة اليوميَّة الجيدة يمكن أن تفعل الكثير بالنسبة إلى ملل الطلاب المشاكسين أكثر من الجهود الخاصة التي تتناول الدافعيَّة مباشرةً (إريكسين 1978). فكثير من الطلاب يستجيب بصورة إيجابيَّة لمُقرَّر دراسي منظم جيداً ويتم تعليمه بوساطة معلم متحمس لديه اهتمام حقيقي بالطلاب وبما يتعلَّمونه. كذلك فإن الأنشطة التي تباشرها من أجل ترقية التعلُّم سوف تقوِّي أيضاً دافعيَّة الطلاب.

استراتيجيات عامة:

  1. استفد من وجود حاجات للطلاب: يتعلَّم الطلاب بصورة أفضل عندما تناسب مثيرات التعلُّم في الصَّف بواعثهم على تسجيل المساق الدراسي. فبعض الحاجات التي يمكن أن يأتي بها طلابك إلى الصَّف هي الحاجة إلى تعلم شيءٍ ما من أجل إتمام مهمة خاصة أو نشاط خاص، والحاجة إلى التماس خبرات جديدة، والحاجة إلى مهارات كاملة، والحاجة إلى التغلب على التحديات، والحاجة إلى أن يصبحوا مؤهلين، والحاجة إلى النجاح والعمل بصورة جيدة، والحاجة إلى الشعور بالمشاركة والتفاعل مع الناس الآخرين. والتلاؤم مع هذه الحاجات يعد مكافأة في ذاته، وهذه المكافآت تساند التعلُّم بفاعليَّة أكبر من إعطاء الدرجات. صمِّم مهمات، في الأنشطة الصفيَّة وأسئلة المناقشة، لتحديد هذه الأنواع من الحاجات (المصدر: مكميلان و مورسيث 1991).
  2. اجعل الطلاب مشاركين فعَّالين في التعلُّم: يتعلَّم الطلاب عن طريق العمل والشغل والكتابة والتصميم والإبداع والتحليل. وتكبح السلبيَّة دافعيَّة الطلاب وفضولهم. اطرح أسئلة. ولا تخبر الطلاب بأي شيء عندما يكون في الإمكان توجيه الأسئلة إليهم. فشجع الطلاب على أن يقترحوا حلولاً لمشكلة أو يخمنوا نتائج تجربة. واستخدم مجموعة عمل صغيرة. ولاحظ أن "المناقشة الهادية" و"الملاحق والخيارات في المحاضرة" و"التعلُّم التعاوني" طرائق تركَّز على المشاركة الإيجابيَّة (المصدر: لوكاس 1991 ) .
  3. اسأل الطلاب أن يحللوا ما يجعل صفوفهم أكثر أو أقل دافعيَّة : سأل ساس (1989) صفوفه أن يتذكروا حصتين صفِّيَّتين جديدتين: واحدة كانوا فيها ذوي دافعيَّة عالية، وواحدة كانوا فيها ذوي دافعيَّة منخفضة. كل طالب أَعَدَّ قائمة من التوقعات الخاصة بالصفين والتي أغنت دافعيته، وبعد ذلك تقابل الطلاب في مجموعات صغيرة للوصول إلى اتفاق على المُميِّزات (الخصائص ) التي تزوِّد الطلاب بدافعيَّة عالية والتي تزود بدافعية منخفضة.

فيما يزيد عن عشرين مساقاً دراسياً، كانت ثمانية مُميِّزات بعينها تبرز بكونها تشارك بصفة رئيسة في دافعيَّة الطلاب:

  • حماسة المُعلِّم.
  • مناسبة المادة.
  • تنظيم المساق الدراسي.
  • المستوى المناسب لصعوبة المادة.
  • المشاركة الإيجابيَّة للطلاب.
  • التنوُّع.
  • الألفة بين المُعلِّم والطلاب.
  • استخدام الأمثلة المناسبة والواقعيَّة التي يمكن فهمها.

تجسيد التصرُّفات التي تثير دافعيَّة الطلاب:

  1. احتفظ بتوقعات عالية ولكن واقعيَّة لطلابك: أوضح الباحثون أن توقعات المُعلِّم لها تأثير قوي في إنجاز الطالب. إذا عملتَ وكأنك تتوقع من طلابك أن يكون لديهم دافعيَّة ويعملون بجد ويهتمون بالمساق الدراسي، فإن من المحتمل بصورة كبيرة أن يكونوا كذلك. ضع توقعات واقعيَّة لطلابك عندما تضع مهمات أو تقدم عروضاً أو تدير مناقشات أو تصنف اختبارات. "الواقعي" في هذا السياق يعني أن تكون معاييرك عالية بالقدر الكافي. احفز الطلاب إلى أن يبذلوا أقصى ما يستطيعون في العمل، ولكن ليست عالية جداً بحيث يكون من المُؤكَّد أن الطلاب سيكونون محبطين في محاولتهم التلاؤم مع هذه التوقعات. ولتطوير الاندفاع نحو الإنجاز، يحتاج الطلاب أن يؤمنوا بأن الإنجاز ممكن، وهذا يعني أنك تحتاج أن تزودهم بفرص مُبكِّرة للنجاح (المصدر:جمعية علم النفس الأمريكية 1992، بلاي 1971، فورسيث ومكميلان 1991، لومان 1984).
  2. ساعد الطلاب على تحديد وضع أهداف العمل لأنفسهم: الإخفاق في الحصول على أهداف غير واقعيَّة يمكن أن يحبط الطلاب ويثبط عزيمتهم. شجع الطلاب على أن يُركِّزوا على تحسنهم المتواصل وليس على مجرد درجاتهم في أي اختبار أو مهمة. وساعد الطلاب على تقويم تقدمهم عن طريق تشجيعهم على أن ينقدوا عملهم، وأن يحللوا مصادر قوتهم ن وأن يعملوا حتى في حالات ضعفهم. على سبيل المثال، خذ في الحسبان توجيه سؤال إلى الطلاب بأن يعملوا بأشكال التقويم الذاتي مع واحدة أو اثنتين من المهمات (المصدر: كاشن 1979 ، فورسيث ومكميلان 1991) .
  3. أخبر الطلاب عما يحتاجون إليه لتحقيق النجاح في مساقهم الدراسي: لا تدع طلابك يجاهدوا في تصور المتوقع منهم. طمئن طلابك بأنَّ في إمكانهم أن يعملوا بصورة جيدة في مساقك الدراسي، وأخبرهم بوضوح بالذي يجب عليهم عمله حتى ينجحوا. قل شيئاً حول حقيقة أنه : "إذا كنت تستطيع أن توظف الأمثلة في صحائف العمل هذه، فإن في إمكانك أن تنجح في الامتحان. من يواجه صعوبة في هذه الأمثلة يمكنه أن يسألني حتى أساعده إلى أقصى حد". أو بدلاً من أن تقول :" طريقتك متخلفة"." أخبر الطالب". "هنا بطريقة واحدة يمكن أن تسلكها في تعلم المادة كيف يمكنني أن أساعدك ؟" (المصدر: كاشن 1979، تبيريوس 1990).
  4. عزز الدافعيَّة الذاتيَّة للطلاب: ألغِ الرسائل التي تُعزِّز قوتك بوصفك معلم، أو التي تؤكد على المكافآت الخارجيَّة. بدلاً من أن تقول :" أنا أطلب" أو"يجب عليك" ،أكِّد قائلاً :" أعتقد بأنَّك سوف تجد" أو"سأكون مهتماً بتفاعلك" (المصدر: لومان 1990) .
  5. ألغِ الشعور بالتنافس بين الطلاب: فالتنافس ينتج عنه القلق الذي يتعارض مع التعلُّم. قلِّل من ميول الطلاب إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين . قرَّر بلاي (1970 ) أن الطلاب يكونون أكثر انتباهاً، ويُظهِرون استيعاباً أحسن، ويُنتجون عملاً أكثر، ويكونون أكثر محبةً لطريقة التعليم، عندما يعملون بطريقة تعاونيَّة في مجموعات، أكثر من كونهم يتنافسون وهم أفراداً. أحجم عن الانتقادات العامة لإنجاز الطلاب، وعن التعليقات أو الأنشطة التي تضع الطلاب بعضهم ضد البعض الآخر (المصدر: إيبل 1988، فورسيث ومكميلان 1991).
  6. كن متحمساً لموضوعك: حماسة المُعلِّم عامل حاسم في دافعيَّة الطلاب. إذا أصبحت متبرماً أو فاتراً، فإن طلابك سيكونون كذلك أيضاً. وبصورة نموذجية، فإن حماسة المُعلِّم يأتي من الثقة، والاستثارة حول المحتوى، والسعادة الحقيقيَّة في التعليم. إذا وجدت نفسك غير مهتم بالمادة، ارجع بذاكرتك إلى ما جذبك إلى هذا المجال، وأحضر تلك التوقعات حول موضوع البحث إلى الحياة من أجل طلابك. أو تحدَّ نفسك لكي تبتكر أكثر الطرائق إثارةً في تقديم المادة، ولو بدا لك من عدم وضوح المادة نفسها.

بناء المُقرَّر الدراسي ليثير دافعيَّة الطلاب:

  1. اعمل ابتداءً من نقاط القوة لدى الطلاب واهتماماتهم: اكتشف لماذا قام الطلاب بالتسجيل في مساقك الدراسي؟ وكيف يشعرون نحو موضوع البحث؟ وما توقعاتهم؟ . بعد ذلك حاول أن تبتكر الأمثلة، ودراسات الحالة، أو المهمات التي تربط محتوى المساق الدراسي باهتمامات الطلاب وخبراتهم. فمثلاً، البروفيسور في الكيمياء يمكن أن يكرس بعض وقت المحاضرة لإجراء اختبار حول إسهامات الكيمياء في حل المشكلات البيئية. اشرح كيف سيساعد محتوى مساقك الدراسي وأهدافه الطلاب على إنجاز أهداف الطلاب التربويَّة أو المهنية أو الشخصيَّة (المصدر: بروك 1976 ، كاشين 1979 ، لوكاس 1990 ).
  2. عندما يكون ذلك ممكناً، افسح المجال ليكون للطلاب بعض الرأي في اختيار ما يُدرّس: أعطِ الطلاب خيارات في أوراق فصلية أو مهمات أخرى (ولكن ليست على صورة اختبارات ). دع الطلاب يُقرِّرون بين موضعين في رحلة ميدانيَّة، أو أعطهم حق اختيار أي الموضوعات يتم شرحها بعمق أكبر . وإذا كان ذلك ممكناً، فضمِّن المقرَّر الدراسي وحدات اختيارية أو خيارية (المصدر: إيمز وإيمز 1990، كاشين 1979، فورسيث ومكميلان 1991، لومان 1984 ).
  3. زد من صعوبة المادة بأن تُعُدَّ ذلك من نجاحات الفصل الدراسي: أتح للطلاب فرصاً للنجاح في بداية الفصل الدراسي. وفي المرة التي يشعر فيها الطلاب أن في إمكانهم النجاح، يمكنك أن تزيد بالتدريج في مستوى الصعوبة. إذا اشتملت المهمات والاختبارات على أسئلة أسهل وأصعب، فإن كل طالب سينال فرصة ليمارس النجاح ويمارس التحدي أيضاً ( المصدر : كاشن 1979 ).
  4. نوِّع من طرائق التدريس التي تستخدمها: نوِّع من مشاركة الطلاب اليقظة في المُقرَّر الدراسي ومن دافعيتهم. اكسر الروتين عن طريق إيجاد التنوُّع في الأنشطة والطرائق التعليميَّة في مساقك الدراسي: تأدية الأدوار والمناظرات والعصف الذهني والمناقشة والإيضاحات ودراسات الحالة والعروض باستخدام الوسائل السمعيَّة والبصريَّة والمُتحدِّثون الضيوف، والعمل في مجموعة صغيرة ( المصدر: فورسيث ومكميلان 1991).

عدم التركيز على الدرجات:

  1. شدِّد على التفوق والتعلُّم أكثر من تشديدك على الدرجات: يقدم إيمز وإيمز (1990) تقريراً حول اثنين من معلمي الرياضيات في المدرسة الثانوية: المُعلِّم الأول أعطى درجات لكل نشاط بيتي، واحتسب 30% من درجة الطالب النهائية للنشاط البيتي. والمُعلِّم الثاني أخبر الطلاب بأن يقضوا جزءاً محدَّداً من الوقت في نشاطهم البيتي (ثلاثون دقيقة في الليلة )، وأن يحضروا أسئلة إلى الصّف حول المشكلات التي منعت من إتمامها. هذا المُعلِّم وضع درجات النشاط البيتي على أساس وافٍ أو غير وافٍ، وأتاح للطلاب فرصة ليغيروا صيغة مهماتهم، واحتسب 10% من الدرجة النهائية للنشاط البيتي. ومع أن النشاط البيتي كان أقل جزء من درجة المساق الدراسي، فإن المُعلِّم الثاني كان أكثر نجاحاً في حفز الطلاب إلى الميل نحو نشاطهم البيتي. في الصف الأول تحسن بعض الطلاب في مقابل مخاطرة ذات مستوى أقل في تقويم قدراتهم. وأمَّا في الصف الثاني فلم يكن الطلاب يجازفون بكل ثروتهم من الوقت الذي أدوا فيه نشاطهم البيتي، ولكنهم كانوا أكثر سعياً إلى التعلُّم. وهكذا ظهرت الأخطاء كأشياء مقبولة وأشياء نتعلَّم منها. لذا يوصي الباحثون بعدم التركيز على الدرجات وذلك عن طريق التخلص من الأنظمة المعقدة الخاصة برصيد النقاط، وهم ينصحون كذلك بعدم محاولة استخدام الدرجات لضبط السلوك غير الأكاديمي (على سبيل المثال: درجات أقل للصفوف المهملة) (فورسيث ومكميلان 1991، لومان 1990). بدلاً من ذلك صمِّم عملاً كتابياً لا تُخَصَّصُ له درجات، وركِّز على القناعة الشخصيَّة في أداء المهمات، وساعِد الطلاب على أن يقيسوا تقدمهم.
  2. صمِّم اختبارات تشجع على نوع من التعلُّم تريد من الطلاب أن ينجزوه: كثير من الطلاب يتعلَّمون أي شيء ضروري للحصول على الدرجات التي يتمنونها. إذا أسست اختباراتك على تذكر التفاصيل، فإن الطلاب سيُركِّزون على تذكر الحقائق، وإذا ركزت اختباراتك على التركيب والتقويم للمعلومات، فسيكون الطلاب محفزين إلى أن يمارسوا هاتين المهارتين عندما يذاكرون (المصدر: ماك كيشي 1986).
  3. قلل من استخدام الدرجات كتهديد : يشير ماك كيشي (1986) إلى أن التهديد بخفض الدرجات يمكن أن يدفع بعض الطلاب إلى أن يعملوا بجد، ولكن الطلاب الآخرين يمكن أن يلجؤوا إلى عدم التحلي بالأمانة الأكاديمية، كما يمكن لهذا العمل أن يسمح بالتأخر في العمل، وأن يكون العمل غير منتج.

إثارة دافعيَّة الطلاب عن طريق التجاوب مع عملهم:

  1. أعطِ الطلاب تغذية راجعة بأسرع ما يمكن: أعِد الاختبارات والأوراق فوراً، وكافئ على النجاح بصورة عامة وحالاً. وأعطِ الطلاب بعض الإشارات حول كيفيَّة العمل بصورة جيدة وكيف يتحسنوا. يمكن أن تكون المكافآت بسيطة كالقول إنَّ استجابات الطلاب كانت جيدة، مع توضيح السبب في كونها جيدة. أو الإشارة إلى أسماء المشاركين : "نقطة كاري حول التلوث ألفت ـ في الحقيقة ـ الأفكار التي ناقشناها" (المصدر: كاشين 1979).
  2. كافئ على النجاح: كل من التعليقات الإيجابيَّة والسلبيَّة تؤثر في الدافعيَّة، ولكن يُوضِّح البحث بجلاء أن الطلاب يكونون أكثر تأثراً بالتغذية الراجعة الإيجابيَّة والنجاح. فالمديح يبني ثقة الطلاب بأنفسهم وكفاءتهم وتقديرهم لذاتهم. تعرَّف الجهودَ الصادقة حتى لو كان الناتج أقل من الممتاز. إذا كان إنجاز الطالب ضعيفاً، فدع الطالب يعرف أنك تعتقد بأنَّه يمكنه أن يتحسن وينجح بعد مدة وجيزة (المصدر: كاشين 1979 ، لوكاس 1990).
  3. أطلِع الطلاب على العمل الجيد الذي قام به أقرانهم: أشرِك الطلاب كلهم في الأفكار والمعرفة والإنجازات التي قام بها الطلاب وهم فُرادى:
    • مرِّر قائمة بموضوعات البحث التي اختارها الطلاب لكي يتعرفوا أية حال يكتب فيها الآخرون أبحاثاً مهمة بالنسبة إليهم.
    • أعِدَّ نُسَخاً متاحة للجميع لأحسن الأبحاث والامتحانات المقالية.
    • وفِّر وقتاً من الحصة للطلاب لقراءة الأبحاث أو الإنجازات المقدمة من الزملاء.
    • أطلب من الطلاب كتابة مقالة نقدية مختصرة حول بحث أحد الزملاء.
    • ضع جدولاً يتحدث باختصار عن الطالب الذي مارس أو أعِدَّ مقالة بحثية في موضوع له علاقة بمحاضرتك.
  4. كن دقيقاً عند إعطاء تغذية راجعة سلبيَّة: التغذية الراجعة السلبيَّة قوية جداً، ويمكن أن تؤدي إلى مناخ صفِّي سلبي. فإذا ما حددتَ ضعف أحد الطلاب، فاجعله واضحاً لأن تعليقاتك ترتبط بمهمة خاصة أو إنجاز خاص، وليست موجهة إلى الطالب بوصفه شخصاً واحداً. حاول أن تلطف التعليقات السلبيَّة بتتمة حول أوجه المهمة التي نجح فيها الطالب (المصدر : كاشين 1979) .
  5. تجنَّب التعليقات الغامضة: كثير من الطلاب في صَفَّك يمكن أن يكونوا قلقين حول إنجازهم وقدراتهم. كن رقيقاً في كيفيَّة صوغ تعليقاتك، وقلل من الملاحظات الفورية التي من الممكن أن تجرح مشاعرهم بخصوص عدم التلاؤم.
  6. قلل من تقديم حلول للطلاب لمشكلات النشاط البيتي من أجل إسعادهم: عندما تعطي الطلاب بطيئي التحصيل الحل ببساطة، فإنك تسلبهم فرصة التفكير وحدهم. استخدم الأسلوب الأكثر إنتاجيَّة (من فيور 1985):
    • اسأل الطلاب حول أسلوب واحد لحل المشكلة.
    • أهمل بلطف قلق الطلاب حول عدم إعطائهم الإجابة عن طريق إعادة تركيز انتباههم على المشكلة المطروحة.
    • اسأل الطلاب أن يعتمدوا على ما يعرفونه حول المشكلة.
    • قاوم إجابة السؤال"هل هذا صحيح؟". واقترح للطلاب طريقة لتصحيح الإجابة بأنفسهم.
    • أَثنِ على الطلاب قيامهم بالخطوات الصغيرة الحرة.

إذا تابعت هذه الخطوات فسوف يتعلَّم طلابك أنه من الصحيح الحصول على إجابة جاهزة. وسوف يتعلَّمون أيضاً أن يطوروا صبراً أكبر وأن يعملوا بالسرعة المناسبة لهم . وبوساطة العمل من خلال المشكلة فإن الطلاب سيتحقق لديهم شعور بالإنجاز والثقة التي تزيد في دافعيتهم إلى التعلُّم.

حفز الطلاب للقيام بالقراءة:

  1. حدد القراءة جلستين على الأقل قبل أن تتم مناقشتها: أتِحْ الطلاب متسعاً من الوقت ليستعدوا ويحاولوا استثارة فضولهم إلى القراءة: " هذه الأداة واحدة من الأمور التي أُفَضِّلها، وسأكون مهتماً بأن أرى ما الذي تفكر فيه" (المصدر: لومان 1984 ،"عندما لا يقومون بالقراءة قم أنت بالقراءة" 1989).
  2. حدد أسئلة الدراسة: حدد أسئلة الدراسة التي تنبه الطلاب إلى النقاط المفتاحية في التعيين القرائي. ولكي تزود الطلاب بالحفز الخارجي، أخبرهم بأنك ستعتمد في أسئلة الاختبار على أسئلة الدراسة (المصدر: "عندما لا يقرءون قم بالقراءة" 1989) .
  3. إذا كان صفك صغيراً، فأعطِ الطلاب لفتة في ملاحظات مختصرة في يوم القراءة يمكنهم استخدامها في أثناء الاختبارات: في بداية كل صف يطلب البروفيسور في العلوم الطبيعيَّة من الطلاب أن يقدموا بطاقة مقاس (3×5) مع موجز وتعريفات وأفكار مفتاحية أو أية مادة من التعيين القرائي لهذا اليوم. وبعد خروج طلاب الصف يصحح البطاقات ويوقعها مع تدوين اسمه، ويعيد البطاقات إلى الطلاب في فترة جلسة الصف في نصف الفصل الدراسي. ويمكن أن يضيف الطلاب بعد ذلك أية مادة يريدونها إلى البطاقات، ولكن لا يمكنهم تعيين بطاقات إضافيَّة. تعاد البطاقات مرة ثانية إلى عضو هيئة التدريس الذي يوزعها على الطلاب في أثناء الاختبار. وعضو التدريس هذا يكتب تقريراً بأن عدداً من الطلاب الذين أكملوا القراءة قفزوا من(10% إلى 90%)، وهؤلاء الطلاب بصورة خاصة قد قوِّموا هذه"البطاقات الباقية".
  4. اطلب من الطلاب أن يُعِدُّو جريدة من كلمة واحدة أو جملة من كلمة واحدة: يصف أنجلو (1991) الجريدة من كلمة واحدة بما يأتي: يُطلَب من الطلاب أن يختاروا كلمة مفردة تلخص بأفضل صورة القراءة، وبعد ذلك يكتبون صفحة أو أقل تشرح أو تسوِّغ اختيارهم للكلمة. هذا الإنجاز يمكن أن يستخدم بعد ذلك كأساس للمناقشة الصفيَّة. فالاختلاف الذي تم إعداد التقرير عنه بوساطة إركسون وسترومر (1991) هو الطلب من الطلاب أن يكتبوا جملة معقدة واحدة في إجابة عن سؤال تضعه عن القراءات، وأن يزودوا بثلاثة مصادر تساعد على البرهان : "في جملة واحدة حدِّد نمط التفكير الأخلاقي. والمفردات المستخدمة في مادته: (جوع، غِنَى، فضيلة). استشهد بثلاثة قطع تُظهر هذا النمط من التفكير الأخلاقي (صفحة25)".
  5. اطرح أسئلة غير تهديدية حول القراءة: بادئ ذي بدء ضع أسئلة عامة لا تولِّد إحساساً أو شعوراً بالمقاومة: "هل يمكن أن تعطيني عبارة واحدة أو اثنتين من الفصل تبدو مهمة؟"، "أي قسم من القراءة تعتقد بأننا يجب أن نراجعه؟"، "أي عبارة من القراءة أدهشتك؟"، "وأي محاور الفصل يمكن أن تضاف إلى خبرتك؟" ( المصدر: عندما لا يقرءون قم بالقراءة 1989 ).
  6. استخدم وقت الصف كحصة قراءة: إذا كنت تحاول أن تقود مناقشة، ووجدت عدداً قليلاً من الطلاب قد أكمل مهمة القراءة، خذ في الحسبان أن تطلب من الطلاب أن يقرؤوا المادة حتى انتهاء الوقت المتبقي من وقت الحصة. أعطهم قراءة صامتة، أو ادعُ الطلاب إلى القراءة الجهرية، وناقش النقاط المفتاحية واجعل من الواضح للطلاب أنك تأخذ بتردد هذه الخطوة غير العادية لأنهم لمَّا يكملوا الإنجاز بعد.
  7. جهز سؤال الاختبار عن القراءات التي لم تناقَش: تسأل إحدى أعضاء الهيئة التدريسيَّة طالبات صفها عمَّا إذا قمنَ بالقراءة. فإذا كانت الإجابة بالنفي فإنها تقول : "يجب عليكن أن تقمن بقراءة المادة على حسابكن. توقعن سؤالاً في الاختبار الآتي يشمل القراءة. في المرة القادمة تُعيِّن قراءة وتُذَكِّر الصف بما حدث في المرة السابقة، وتأتي طالبات الصف مستعدات (المصدر :"عندما لايقرؤون قم بالقراءة" 1989).
  8. كلِّف الطلاب الذين لم يقوموا بالقراءة عملاً كتابياً: بعض أعضاء الهيئة التدريسيَّة يسأل في بداية الحصة عمَّن أكمل القراءة. الطلاب الذين لم يقرؤوا المادة يكلَّفُون عملاً كتابياً ويتم عزلهم، وأما أولئك الذين قرؤوا المادة فيبقون ويشاركون في المناقشة. العمل الكتابي لا يمنح درجات، ولكن فقط يقدم الشكر. هذه التقنيَّة يجب ألّا تُستخدَم أكثر من مرة في الفصل الدراسي (المصدر : "عندما لا يقرؤون قم بالقراءة" 1989).

الموضوع: إثارة دافعيَّة الطلاب (Motivating Students)

تأليف: بربارا جروس ديفيز / جامعة كاليفورنيا 15 ديسمبر (كانون الثاني ) 1999م

ترجمة: عطية العمري