عندما نتحدَّث عن اللعب فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أنه ذلك العمل الذي يقوم به الإنسان بغرض التسلية وتمضية الوقت. واللعب بهذا المعنى يرتبط بالنواحي السلبيَّة وبخاصة عندما نتحدَّث عن التعليم والتعلُّم والعمليَّة التربويَّة .إن هذا النوع من اللعب هو اللعب غير الموجه وغير الهادف ولكن قد يكون اللعب موجهاً وهادفاً وذا قيمة تربويَّة إذا ما استغل بطريقة صحيحة.

هذا ما أكَّده غود (Good) عندما عرَّف اللعب بأنه نشاط موجه أو نشاط حر يمارسه الأطفال بهدف التسلية ويستثمره الكبار في تنميَّة سلوك الأطفال وشخصياتهم. وهذا هو هدف الألعاب التعليميَّة فهي تُستخدَم بغرض إنماء العقل عند الأطفال كما يرى بياجيه وتسهيل محتوى التعلُّم وفهمه من قِبَلِهم إن اللعبة بصفتها نشاطاً أو مجموعة من الأنشطة يمارسها الفرد أوالجماعة

يجب أن يتوافر فيها ستة عناصر رئيسة على الأقل هي:

  1. الأدوار: ففي اللعب أو اللعبة الواحدة يتم تحديد أدوار معينة للأفراد ذوي العلاقة.
  2. القواعد والقوانين: فاللعبة تسير وفق قواعد وقوانين مُحدَّدة بصورة مُسبَقة ويجري الاتفاق عليها من قِبَلِ الأفراد أو اللاعبين.
  3. الأهداف: كل لعبة لها هدف أو مجموعة أهداف يسعى اللاعبون إلى تحقيقها ويتنافسون فيها، فهدف لعبة كرة القدم مثلاً هو تحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف.
  4. الطقوس: لكل لعبة نمط سلوكي متعارف عليه لا يتصل بالأهداف أو القوانين إلا أنه لازم أوضروري لارتياح اللاعب للعب،والاستمرار فيه.
  5. اللغــة: لكل لعبة مصطلحاتها أوقاموسها الخاص لا يتصل بالأهداف والقوانين ولكنها لازمة وضروريَّة ويجب تعلمها واستعمالها.
  6. القيمة أوالمعيار: لكل لعبة معايير نجاح معينة أوقيمة معينة.

المحاكاة (Simulation):

نوع آخر من لعب الأدوار أو تمثيلها وفيها يتصرَّف الأفراد أو الممثلون وكأنهم في مجريات الحياة الواقعيَّة محاولين تحقيق أهداف معينة ضمن قواعد وقوانين مُحدَّدة.فطلبة مدرسة الطيران أوقيادة السيارات مثلاً يتدرَّبون على المحاكي الميكانيكي أوالآلي حيث يوفر هذا المحاكي ظروف واقعيَّة للطلبة للتعلُّم على قيادة الطائرة أو السيارة.

التمثيل (الروايات، أو الحكايات، أو القصص):

تمثيل الروايات والحكايات والقصص أمر مألوف لدى طلبة المدارس .ولا تقتصر عمليَّة التمثيل هذه أو لعب الأدوار على مرحلة دراسيَّة معينة بل تراها تستعمل في مختلف المراحل الدراسيَّة مع اختلاف في طبيعة ونوع المادة التعليميَّة المراد تمثيلها على خشبة مسرح المدرسة أو داخل غرفة الصف نفسها فهناك العديد من قصص البطولة والشجاعة والكرم والإخلاص ومساعدة المحتاج والحفاظ على الجار التي يمكن للطلبة أن يتعلَّموها عن طريق تمثيلها .

أهمية طريقة تمثيل الأدوار:

تتصل هذه الطريقة وما تتضمَّنه من ألعاب ومحاكاة وتمثيل اتصالاً مباشراً بحياة الطلاب وتعمل على إنماء شخصياتهم وتكوين سلوكهم.

وفيما يأتي النقاط الأساسيَّة التي تظهر أهمية استعمال هذه الطريقة، وهي:

  1. إن التدريس بطريقة تمثيل الأدوار ما هو إلا استمرار لما اعتاد الطلبة أن يقوموا به في حياتهم العادية للحصول على المعرفة فالناس يتعلَّمون كيفيَّة القيام بالأشياء عن طريق القيام بها وهذا مانطلق عليه اسم التعليم بالعمل (Learning by Doing) إن الأطفال وهم يمثلون دور الزوج والزوجة والعريس والعروس والقاضي ورجل الشرطة إنما يتعلَّمون وهم يؤدون هذه الأدوار.
  2. إن عدم وجود الحماسة والرغبة في التعلُّم من أهم المشكلات التي تواجه المُعلِّم في تدريس طلبته، وتعمل هذه الطريقة على رفع درجة الحماسة والرغبة عند المُتعلِّم، وبخاصة إذا ماعرفنا أن الطلبة وبصورة خاصة صغار السن منهم يحبون اللعب، وهم يتعلَّمون عن طريقه.
  3. إن هذه الطريقة وخاصة ما يتعلَّق منها بأنشطة المحاكاة تشجع عمليات التفكير والتحليل لدى الطالب، حيث يتعلَّم عن طريقها الحقائق والعمليات والاستراتيجيات.
  4. إن طريقة تمثيل الأدوار من الطرائق الجيدة لتعليم الطلبة القيم الاجتماعيَّة كما أنها أداة فاعلة في تكوين وتشكيل النظام القيمي عند الطلبة وهي تكسبهم معايير السلوك الاجتماعيَّة المقبولة في المجتمع كالتنافس والتعاون وغيرها.
  5. تشجع الطلبة على الاتصال والتواصل فيما بينهم وتعلُّم بعضهم من البعض الآخر بغض النظر عن الاختلافات الثقافيَّة والاجتماعيَّة فيما بينهم.
  6. يستطيع المُعلِّم، مستخدماً هذه الطريقة، أن يتعامل مع مختلف فئات الطلبة بغض النظر عن قدراتهم. فهي طريقة جيدة للتعامل مع وجود الفروق الفرديَّة بين المُتعلِّمين .
  7. يستعمل المربون هذه الطريقة لحل المشكلات عند الطلبة وذلك وفقاً لمدرسة التحليل النفسي عند فرويد.

ما يجب مراعاته عند استخدام طريقة "تمثيل الأدوار" في التدريس:

إذا أردت استخدام أسلوب تمثيل الأدوار فيحسن بك مراعاة الآتي:

  • اعلم أن أسلوب تمثيل الأدوار هو أسلوب يقوم فيه المشاركون بتمثيل أدوار مُحدَّدة لهم في شكل حالة أو سيناريو وذلك كمحاولة لمحاكاة الواقع.
  • حدد أولاً الهدف الذي تريد الوصول إليه باستخدام هذا الأسلوب؟ والموضوع الذي تود التركيز عليه؟ وبمعنى آخر، ينبغي أن تكون الحالة التمثيليَّة مرتبطة بموضوع البرنامج وأهدافه.
  • اكتب السيناريو وحدد الأدوار التي سيتم تمثيلها.
  • يمكنك الاستعانة بالمشاركين لكتابة السيناريو.
  • يمكنك عدم كتابة السيناريو والاكتفاء بإتاحة الفرصة للمشاركين كي يجتهدوا في التمثيل بدون التزام نص مكتوب بدقة.
  • ينبغي أن تكون الحالة التمثيليَّة واضحة ومفهومة من قبل المشاركين.
  • يحسن أن يكون السيناريو قصيراً ومركزاً.
  • اختر الأفراد الذين سيقومون بالتمثيل، وعادةً يكون هؤلاء من الأفراد المشاركين أنفسهم.
  • يمكنك تكليف مجموعة أو بعض المجموعات بالقيام بهذه التمثيليَّة.
  • حدد دور كل فرد، وما المطلوب منه؟
  • اشرح بإيجاز للمشاركين موضوع المشهد والأدوار التي سيتم القيام بها.
  • أذكر للمشاركين ماذا تريد منهم عند الانتهاء من رؤية المشهد التمثيلي، هل تريد الإجابة عن أسئلة معينة أو إيجاد حلول معينة أو الانتباه لممارسات معينة.
  • حدد زمن المشهد التمثيلي، وكذلك زمن الإجابة عن الأسئلة أو الحوار الذي يتبع ذلك المشهد.
  • احرص على أن يجسد المشهد التمثيلي واقعاً حقيقياً لا خيالياً، ولكن يحسن استخدام أسماء مستعارة للممثلين بدلاً من أسمائهم الحقيقيَّة .
  • اطلب من كل ممثل أن يتقمص الدور المكلف به بصدق وإتقان، وأن يضع نفسه في مكان الشخصيَّة التي يمثلها وأن يتخيَّلها بعمق، وأن يتصرَّف الطريقة نفسها التي يمكن أن تتصرف بها الشخصية الحقيقية نفسها.
  • يحسن تطعيم المشهد بشيء من الفكاهة والإثارة.
  • اطلب من المشاهدين التزام الهدوء وعدم التعليق.