تعلّم كيف تتعلَّم فإنّ عالم اليوم قد تغيّر. فلقد أصبح إنتاج وتبادل المعلومات يتمّ بسرعةٍ هائلة بفضل الثورة التقنيَّة. لذا أصبح من الضروري التعرُّف على بعض التقنيات التي تمكّننا من اللحاق بركب الثورة المعلوماتيَّة الهائلة التي يعيشها عصرنا.

وبمعنى آخر، لقد أصبح تعلّم كيف تتعلَّم من أهمّ المهارات التي يمتلكها المتفوّقون في مجالاتهم المختلفة. وفي هذا المقال نحاول التعرُّف على بعض تلك التقنيات والمهارات: هناك ست تقنيات أساسيَّة يوصي بها الباحثون في مجال التعلُّم السريع والتي يمكن إجمالها في كلمة (MASTER) (انظر الشكل في الأسفل):

  1. قم بتهيئّة البيئة أولاً (Mindset to positive): يعمل الدماغ بشكلٍ أفضل عندما نوفّر له البيئة المناسبة للتعلُّم. ونعني بالبيئة الجو النفسي والفيزيائي والعاطفي والاجتماعي. يوصي التعلُّم السريع بتوفير أنسب الظروف البيئيّة في هذه المجالات من أجل تعليم أكثر كفاءة وأن يبني المرء لنفسه جواً إيحائيّاً ايجابيّاً عبر الاسترخاء وتحديد الأهداف ممّا يساعد على التركيز.
  2. لا تكتفِ بمجرّد تلقّي المعلومة بل تفاعل وإيَّاها(Acquire the Information): في دروس البرمجة اللغويّة العصبيّة يتعرّف المرء أسلوبه المفضّل للتعلُّم، فالنّاس قد يتفاوتون بين النمط البصري أو السمعي أو الحسي في إدخال المعلومات من البيئة الخارجيَّة إلى الدماغ. ولقد بات معروفاً الآن أنّ اعتماد نمطٍ واحدٍ في التعلُّم يقلّل من كفاءة العمليَّة التعليميَّة. فنحن نتذكّر 20% فقط ممّا نقرأ و30% ممّا نسمع. لذا يوصي التعلُّم السريع بالانغماس الكلي في التعلُّم، بمعنى تفعيل أكبر قدر من الحواس في أثناء العمليَّة التعليميَّة. مثلاً، ينصح الباحثون عند قراءة كتاب ما، أن تتوقّف كلّ فترة لتغمض عينيك، وتراجع ما قرأته من الذاكرة، ثم تردد النقاط الرئيسة وكأنّك تقوم بتدريسها لشخصٍ آخر. ولا مانع من ربط المعلومات ببعض الأنشطة الجسديَّة، الأمر الذي يعمل على تحفيز أكبر قدر من الحواس في العمليَّة التعليميَّة.
  3. ابحث في معنى ما تقرؤه (Search out the Meaning): اختبر معلوماتك بين الحين والآخر واسأل نفسك بعض الأسئلة التي تهدف إلى التأكُّد من المعلومة. وفي كثيرٍ من الأحيان عليك أن تناقش المعلومات التي تمرّ بعقلك وألاّ تتعامل معها كلّها كونها أمراً مفروغاً من صحته. ناقش المعلومة بشكلٍ نقدي ومن زوايا مُتعدِّدة وهو ممّا يساعد على ترسيخ المعلومة بشكلٍ أفضل.
  4. اقدح فتيل ذاكرتك (Trigger the Memory): يمكنك أن تردّد المعلومات أكثر فأكثر حتّى تحفظها، ويمكنك أيضاً ربط المعلومات بأشياء مُحدَّدة. مثال: سامي له 3 أطفال أسماؤهم كالآتي: هدية، أحمد ودانيا... يمكنك أن تحفظهم جميعاً باسم "سهاد"، مستخدماً الحروف الأولى منها. ويمكنك أيضاً ربط المعلومة الجديدة بالمعلومات القديمة ممّا يساعد على عدم نسيانها أو اجعل لها مرسياً مُحدَّداً. كما يمكنك ربط الأرقام بجعلها تبدو وكأنّها في سلسلةٍ واحدة... ومن الضروري أيضاً أخذ قسط من الراحة بين وقتٍ وآخر.
  5. استعرض معلوماتك (Exhibit What You Know):تحتاج الذاكرة تماماً كالعضلات إلى التمارين، لذا طبّق ما تعرف في حياتك كلّما كان ذلك ممكناً، أو قم باختبار معلوماتك بين الحين والآخر. 
  6. قم بمراجعة ما تعلمت (Reflect on How You Learned): قم بمراجعة ما تعلّمت وكيفيَّة تحسين المعلومات التي لمَّا تركّز بعد. حدّد لنفسك الاستراتيجيّات التي تبيّن لك أنّها تساعدك أكثر على التعلُّم.