إن للتعلم السريع هدف واحد وواضح، وهو الوصول إلى النتائج. لا بد من الانتباه إلى الفرق الكبير بين ذلك وبين تلك النشاطات التي تدعي الإبداع والخلق وتحاول جذب الانتباه إليها بشتى الوسائل، دون ملاحظة أن نتائجها العملية على التدريب قليلة أو حتى معدومة، وأنها لا تعدو كونها مضيعة كبيرة للوقت.

إن المبدأ الأساسي في التعلم السريع هو "افعل ما يؤدي المهمة، واستمر في البحث عما يؤديها بشكل أفضل." فالتعلم السريع ليس مرتبطاً بتقنيات أو أساليب أو وسائل معينة. يمكن للتعلم السريع أن يعمل بدون هذه الأمور تماماً، أو أن يستثمر بعضاً منها، أو جميعها دفعة واحدة. إن المعيار الوحيد هو ما يمكن أن يؤديه استعمالها من نتائج.

من المهم أن نفهم أن التعلم السريع يفصل نفسه عن المقاربات التي تحاول أن تكون جذابة بدون فائدة، في الوقت ذاته الذي يفصل فيه نفسه عن المقاربات الجامدة التي لا تتفاعل مع المحيط والتي تكون جدية بشكل جامد. هنالك مكان للهو ومكان للجدية، ولا بد من جمع الطرفين معاً. من خلال هذا الجمع، يسعى التعلم السريع لتعزيز عملية التعلم والخروج بنتائج استثنائية.

آخر صرخات التعليم

إن التعلم السريع هو أحدث ما توصل إليه البحث الحديث في عالم التدريب اليوم. ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

  • يعتمد التعلم السريع على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال دراسة الدماغ والمقدرة على التعلم.
  • يمتلك القدرة على توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية والبسيطة عند الضرورة.
  • منفتح ومرن.
  • يضمن مشاركة المتعلمين الفعالة في العملية التدريبية.
  • يتقارب مع جميع الأساليب التدريبية.
  • يزيد الحيوية في عملية التعلم ويعيد إليها إنسانيتها.
  • يسعى لجعل التعلم ممتعاً.
  • يلتزم بقوة بإحراز النتائج، ثم النتائج، ثم النتائج.

لا يؤسس التعلم السريع أساليباً من الإسمنت، بل يترك المجال واسعاً للمرونة وفقاً للمؤسسة التي يتم التدريب فيها، والمادة التي يتم تدريبها، والمتدربين أنفسهم. نحن نؤمن بما قاله الكاتب في مجال التدريب جاك بارزن: ليس التعليم تطبيقاً لنظام ما، إنه عملية الاجتهاد الدائم. ففي نهاية المطاف، ليس الأسلوب ما يهم، بل النتيجة.

مقاربة أثبتت جدارتها

تستعمل المئات من المنظمات حول العالم مقاربات التعلم السريع، ويستمر عدد من ينضمون لهذه المسيرة بالتزايد بشكل دائم مع اكتشاف العديد من المدربين مزايا التعلم السريع، ومنها:

  • تصميم البرامج بشكل أسرع.
  • تحسين التعلم القابل للقياس.
  • تأهيل موظفين أكثر إبداعية وإنتاجية.
  • توفير الوقت والموارد على الشركات.

على سبيل المثال لا الحصر:

صممت شركة ستانلي الثانية تطويراً لبرنامجها التدريبي ركّز على خلق بيئة "عالم حقيقي". تمّ تقليص زمن الدورة من عشرين ساعة إلى ثماني ساعات، مع تحسّن بنسبة 30% في النتائج القابلة للقياس.

أيضاً، استخدمت واحدة من كبريات شركات تجارة التجزئة في أمريكا الشمالية أسلوب التعلم السريع لتقليص مدة التدريب من يومين إلى أربع ساعات. تم ذلك ببساطة من خلال إعطاء المجال للمدراء أن يتعاونوا معاً ويقوموا بخلق برنامجهم التدريبي الذاتي وتطبيقه. قال تسعون في المائة من المتدربين أن مهاراتهم الإدارية قد ازدادت بشكل قابل للقياس، وهو ما لم يحدث أبداً قبل تطبيق التعلم السريع.

هنالك المزيد من الأمثلة، وما يهم هنا هو التأكد من إيصال رسالة محددة: إن التعلم السريع مُثْبَت الفعالية. وهو يعمل دون أن يُفقد العملية التدريبية معناها، ودون أن يسبب الضغط للمتدربين كذلك.

عن ماير بتصرف.